إِنَّ مرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال لهو مما يُعدُّ حالة صحية مزمنة، وهي حالة تؤثر تأثيراً مباشراً على كيفية استخدام جسم الطفل للسكر (أو ما يُعرف بالجلوكوز) كوقود حيوي للطاقة. ولقد كان هذا النوع يُعرف فيما مضى بـ "سكري البالغين" نظراً لندرة حدوثه في مراحل الصغر، بيدَ أننا قد شهدنا في العقود الأخيرة ارتفاعاً يبعث على القلق في معدلات تشخيصه بين فئات الأطفال والمراهقين على حد سواء، وهو الأمر الذي يرتبط في غالب الأحوال بزيادة معدلات السمنة المستشرية وانتشار أنماط الحياة التي تفتقر إلى مقومات الصحة.
وإنَّ الإحصائيات العالمية لتُظهر بما لا يدع مجالاً للشك زيادة ملحوظة في حالات السكري من النوع الثاني بين الأطفال؛ ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، قد تضاعفت الحالات الجديدة خمس مرات تقريباً خلال خمس سنوات فحسب. وعلى الرغم من أن بيانات منطقة الشرق الأوسط والدول العربية تركز في أغلبها على فئة البالغين، إلا أنها في مجملها تعكس اتجاهاً عاماً يدعو إلى القلق العميق، الأمر الذي من شأنه أن يُنذر بتزايد هذه الحالات بين الأطفال ما لم تُتخذ إجراءات وقائية تتسم بالفعالية والتأثير.
وهذا الواقع الجديد لهو مما يؤكد حقيقة أنَّ العمر لم يعد يشكل حصناً منيعاً كما كان يُعتقد في السابق، وهو ما يستدعي بالضرورة وعياً مجتمعياً متنامياً بأهمية ترسيخ أُسس الحياة الصحية منذ نعومة الأظفار.
وإنَّ الوعي المبكر بأعراض هذا المرض لهو الذي يُمثِّل حجر الزاوية في مساعي مواجهته والتصدي له. ذلك أنَّ التعرف على العلامات التحذيرية الأولى إنما يفتح الباب واسعاً للتشخيص السريع والتدخل العلاجي الذي يتصف بالفعالية، مما يُقلل بشكل كبير من خطر المضاعفات الصحية التي توصف بالخطيرة على المدى الطويل.
فالأطفال المصابون اليوم قد يجدون أنفسهم في مواجهة مع أمراض القلب والكلى وتلف الأعصاب ومشاكل العيون في سن تبدو مبكرة، وهو ما يؤثر تأثيراً سلبياً على جودة حياتهم ويزيد من الأعباء الصحية الملقاة على كاهلهم وكاهل مجتمعاتهم.
وما يهدف إليه هذا المقال في مضمونه إلا أن يُزوِّدكم - بوصفكم أولياء أمور ومقدمي رعاية - بالمعلومات التي تُعد ضرورية لفهم أعراض سكري الأطفال النوع الثاني، وكيفية التعرف عليها، وبيان أهمية التدخل الطبي المبكر.
أعراض السكري النوع الثاني عند الأطفال - العلامات الرئيسية
ومما هو جدير بالإدراك في هذا المقام، أنَّ أعراض السكري النوع الثاني لدى الأطفال قد تتشابه في بعض جوانبها مع أعراض النوع الأول، ولكنها في غالب الأمر تتطور ببطء وتكون أقل وضوحاً وجلاءً في بدايتها. بل إنه في بعض الأحيان، لا تظهر أية أعراض يمكن أن تكون ملحوظة، ويُكتشف المرض على حين غرة، أي صدفة، خلال إجراء الفحوصات الروتينية المعتادة.
1. العطش الشديد (Polydipsia) وكثرة التبول (Polyuria) – خاصةً ليلاً
عندما يرتفع مستوى السكر في الدم ارتفاعاً يتجاوز الحد الطبيعي، فإنَّ الكلى تحاول جاهدة التخلص من هذا الفائض عبر البول، وهو الأمر الذي يسحب كميات كبيرة من الماء من الجسم، ويؤدي بالتالي إلى زيادة في مرات التبول. وكنتيجة مباشرة لفقدان هذه السوائل، يشعر الطفل بعطش يوصف بالشديد والمستمر، سعياً منه لتعويض النقص الحاصل.
ومن أبرز العلامات التي يجب على الوالدين إيلاءها الانتباه في هذا السياق ما يلي بيانه:
- أنَّ طلب الطفل للماء يضحى بشكل متكرر ومُلِح.
- وأنَّ استيقاظ الطفل ليلاً للتبول يصبح أمراً لافتاً.
- بل وقد تمتد الأمور إلى عودة التبول اللاإرادي بالفراش، وهو ما لم يكن معهوداً.
- وفيما يخص الرضع، فإنَّ حفاضاتهم تغدو أثقل من المعتاد.
وهذه الأعراض، التي تُعرف في الاصطلاح الطبي بمصطلحي العطاش والبوال، لهي من المؤشرات الكلاسيكية الدالة على ارتفاع سكر الدم. لذلك يجب على الوالدين ملاحظة أي زيادة لا تبدو معتادة في استهلاك الطفل للماء أو في عدد مرات ذهابه إلى الحمام، وخصوصًا إذا كان ذلك الأمر يوقظه من نومه الهانئ أو يؤدي إلى حوادث تبول لم تكن لتحدث في السابق.
2. الجوع المفرط (Polyphagia)
على الرغم من ارتفاع السكر في الدم، فإنَّ خلايا الجسم لا تستطيع الاستفادة منه بفعالية تامة للحصول على الطاقة المنشودة، وذلك بسبب ما يُعرف بمقاومة الأنسولين أو النقص الحاصل في إنتاجه. وهذا النقص في "وقود" الخلايا الحيوية هو الذي يدفع الطفل للشعور بجوع يوصف بالشديد والمستمر، حتى بعد تناول الطعام مباشرة.
فإذا ما لاحظتم أنَّ شهية طفلكم قد ازدادت بشكل ملحوظ ومفاجئ دونما سبب واضح، أو إذا ما أصبح يطلب الطعام بشكل مستمر وبصورة غير اعتيادية، فإنَّ هذا الأمر ليستدعي الانتباه والتأمل. وهذا الجوع المفرط، الذي يُعرف علمياً بمصطلح النهام، قد يكون مصحوباً في بعض الأحيان بفقدان في الوزن، وهو ما قد يبدو متناقضاً للوهلة الأولى، ولكنه في حقيقة الأمر يعكس عدم قدرة الجسم على استخدام السعرات الحرارية التي يتم تناولها استخداماً يتسم بالفعالية.
3. التعب والإرهاق المستمر
عندما تعجز خلايا الجسم عن الحصول على الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة فإنَّ الطفل يشعر بالتعب والإرهاق العام، حتى مع حصوله على قسط يُعد كافياً من النوم. وقد يبدو الطفل بناءً على ذلك أقل نشاطاً وحيوية، وربما يفقد اهتمامه باللعب أو بمختلف الأنشطة التي كان يستمتع بها في سابق عهده.
وهذا الإرهاق ليس بمجرد تعب عابر يلم بالإنسان بعد يوم طويل حافل باللعب، بل هو شعور يوصف بأنه مستمر بالخمول ونقص في الطاقة. فإذا ما لاحظتم تراجعاً مفاجئاً وغير مبرر في مستويات طاقة طفلكم، أو ميلاً ظاهراً للخمول وعدم الرغبة في المشاركة ضمن الأنشطة اليومية المعتادة، فمن المهم أخذ ذلك بعين الاعتبار بوصفه أحد مؤشرات إصابة الطفل بالسكري نمط 2.
4. تشوش الرؤية (Blurred Vision)
إِنَّ مستويات السكر المرتفعة في الدم يمكن لها أن تسحب السوائل من أنسجة الجسم المختلفة، بما في ذلك عدسات العينين ذاتها، وهو الأمر الذي يؤثر على قدرتها على التركيز الدقيق ويؤدي بالتالي إلى حالة من تشوش الرؤية. وهذا العرض تحديداً قد يكون مؤقتاً بطبيعته ويشهد تحسناً مع استقرار مستويات السكر إثر تلقي العلاج.
فإذا ما اشتكى الطفل من صعوبة بادية في الرؤية بوضوح، أو إذا لاحظتم أنه يُقرِّب الأشياء من عينيه بشكل غير عادي، أو أنه يجد صعوبة ما في القراءة، فإنَّ هذه العلامات جميعها تستدعي الفحص الطبي. فضبابية الرؤية عند الأطفال قد تكون ناجمة عن السكري النوع الثاني، وهو أمر لا ينبغي إهماله أو التغاضي عنه.
5. تغيرات جلدية - ظهور بقع داكنة (الشواك الأسود - Acanthosis Nigricans)
أما الشواك الأسود فهو حالة جلدية تتميز بظهور بقع توصف بأنها سميكة وداكنة (يتراوح لونها من البني إلى الأسود) وذات ملمس مخملي، تظهر في غالب الأمر في ثنايا الجلد وأماكن الاحتكاك كالرقبة والإبطين والفخذ. ويُعتبر الشواك الأسود علامة قوية ودالة على مقاومة الأنسولين، وهي السمة التي تُعد أساسية للسكري من النوع الثاني.
ومن أبرز أماكن ظهور الشواك الأسود عند الأطفال الذين يعانون من السكري، ما يلي ذكره:
- جوانب الرقبة وخلفها.
- منطقة الإبطين وما حولها.
- منطقة الفخذ وما جاورها.
- تحت الثديين في بعض الأحيان.
- بين أصابع اليدين وأصابع القدمين.
وهذه العلامة البصرية لهي مهمة جداً ويجب أخذها على محمل الجد. فإذا ما لوحظ ظهور مثل هذه البقع، فمن الضروري بل والواجب استشارة الطبيب فوراً، حتى لو لم تكن هناك أعراض أخرى بادية للعيان. فالشواك الأسود بحد ذاته ليس مرضاً قائماً بذاته، بل هو في الغالب مؤشر على حالة كامنة، كثيراً ما تكون هي مقاومة الأنسولين.
6. فقدان الوزن غير المبرر (أو زيادة الوزن كعامل خطر)
عندما يعجز الجسم عن استخدام الجلوكوز المتوفر للطاقة، فإنه قد يلجأ إلى تكسير الدهون والعضلات، وهو ما يؤدي إلى فقدان في الوزن على الرغم من زيادة الشهية الملحوظة. وهذا العرض تحديداً يُعد أقل شيوعاً في النوع الثاني لدى الأطفال إذا ما قورن بالنوع الأول.
ومما هو مهم تأكيده في هذا الصدد، أنَّ زيادة الوزن وكذلك السمنة تُعتبران من أقوى عوامل الخطر المؤدية للسكري من النوع الثاني لدى الأطفال. لذلك قد لا يكون فقدان الوزن هو العرض البارز في كل الأحوال، بل قد يكون الطفل يُعاني أصلاً من زيادة في الوزن أو من سمنة واضحة عند ظهور الأعراض الأخرى للمرض. فأي تغير لا يمكن تبريره في وزن الطفل، سواء أكان فقداناً أم زيادة سريعة، لهو أمر يستدعي الانتباه والمتابعة.
7. الالتهابات المتكررة وبطء التئام الجروح
إِنَّ ارتفاع سكر الدم ليؤثر تأثيراً سلبياً على الجهاز المناعي وعلى قدرة الجسم على مكافحة العدوى وإصلاح الأنسجة التالفة. وعليه، فقد يُعاني الأطفال من تكرار في الالتهابات الجلدية، أو من التهابات تصيب المسالك البولية، أو من الالتهابات الفطرية (وبخاصة تلك التي تصيب الأعضاء التناسلية). كما أنه قد يُلاحظ بطء في التئام الجروح حتى وإن كانت بسيطة.
فإذا ما أصبح الطفل يُصاب بالالتهابات بشكل يوصف بالمتكرر، أو إذا ما لوحظ أنَّ الجروح البسيطة لا تلتئم بالسرعة التي كانت معهودة سابقاً، فإنَّ هذه العلامات لهي من دلائل السكري النوع الثاني للأطفال التي يجب ألا تُهمل البتة. فهذه الأعراض إنما تعكس تأثير ارتفاع السكر الملموس على وظائف الجسم الدفاعية وعلى قدرته الذاتية على التعافي والشفاء.
الأعراض | الشرح المبسّط (كيف ولماذا يحدث؟) | علامات يجب على الوالدين الانتباه إليها |
---|---|---|
العطش الشديد وكثرة التبول | ارتفاع سكر الدم يجعل الكلى تطرح السكر الزائد في البول ساحبةً معها الماء، مما يسبب كثرة التبول والعطش لتعويض السوائل المفقودة. | طلب الماء بكثرة، والاستيقاظ الليلي للتبول، وعودة التبول اللاإرادي، وزيادة ثقل الحفاضات عند الرضع. |
الجوع المفرط | لا تحصل خلايا الجسم على الجلوكوز (الطاقة) بشكل كافي بسبب مقاومة الأنسولين أو نقصه، فترسل إشارات بالجوع المستمر. | زيادة ملحوظة في الشهية، وطلب الطعام باستمرار حتى بعد الوجبات. |
التعب والإرهاق المستمر | نقص الطاقة في الخلايا نتيجة عدم قدرتها على استخدام الجلوكوز يؤدي إلى شعور عام بالتعب والإرهاق. | تراجع مستويات الطاقة، وخمول، وعدم الرغبة في اللعب أو ممارسة الأنشطة المعتادة. |
تشوش الرؤية | ارتفاع سكر الدم يسحب السوائل من عدسات العين، مما يؤثر على قدرتها على التركيز ويسبب ضبابية في الرؤية. | شكوى الطفل من صعوبة في الرؤية، وتقريب الأشياء من العين، وصعوبة في القراءة. |
بقع جلدية داكنة (الشواك الأسود) | علامة على مقاومة الأنسولين (ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم) وتظهر كبقع داكنة سميكة في ثنايا الجلد. | ظهور بقع بنية أو سوداء مخملية الملمس على الرقبة، أو الإبطين، أو الفخذ. |
فقدان الوزن غير المبرر (أو زيادة الوزن) | فقدان الوزن: يقوم الجسم بتكسير الدهون والعضلات لاستخدامها كطاقة لعدم قدرته على استخدام الجلوكوز (أقل شيوعًا في النوع الثاني). أما زيادة الوزن: تكون السمنة عامل خطر رئيسي. | فقدان وزن مفاجئ رغم زيادة الأكل، أو وجود زيادة وزن/سمنة مصاحبة لأعراض أخرى. |
الالتهابات المتكررة وبطء التئام الجروح | ارتفاع سكر الدم يضعف الجهاز المناعي وقدرة الجسم على الشفاء. | تكرار الالتهابات (جلدية، أو بولية، أو فطرية)، وبطء التئام الخدوش والجروح البسيطة. |
وإنَّ فهم هذه الأعراض لهو الخطوة الأولى والأساسية نحو حماية أطفالنا وصون صحتهم. فالسكري من النوع الثاني، على الرغم من أنه كان فيما مضى نادر الحدوث بين الأطفال، قد أصبح اليوم يشكل تحدياً صحياً متزايد الخطورة، وهو تحد يتطلب وعياً تاماً ويقظة مستمرة من الجميع، وبخاصة من الوالدين الكرام ومقدمي الرعاية الأعزاء.
علامات مبكرة قد تكون خفية
إِنَّ سكري الأطفال نمط 2 ليتميز في غالب أمره بتطوره التدريجي، وهو ما يعني أنَّ الأعراض قد لا تكون واضحة المعالم في مراحله الأولى. وهذا الأمر يختلف اختلافاً بيّناً عن النوع الأول الذي عادةً ما تظهر أعراضه بسرعة أكبر. بل إنه في بعض الأحيان، يُكتشف المرض على حين غرة، أي صدفة، أثناء إجراء فحوصات روتينية دونما وجود لأعراض ظاهرة للعيان.
ومن السهل حقاً الخلط بين الأعراض المبكرة والخفيفة للسكري وبين أمور أخرى هي شائعة في مرحلة الطفولة. فالتعب على سبيل المثال قد يُعزى إلى اللعب أو أعباء الدراسة، وزيادة العطش قد تُعتبر أمراً طبيعياً في الأجواء الحارة. وحتى ما يطرأ من تغيرات في المزاج قد تُنسب في بعض الأحيان إلى ضغوط المدرسة ومتطلباتها. لذلك فإنَّ الأهمية الحقيقية لتكمن في ملاحظة "نمط" ظهور هذه الأعراض أو في وجود عدة أعراض مجتمعة معاً، وبخاصة إذا كان الطفل لديه عوامل خطر معلومة كزيادة الوزن أو وجود تاريخ عائلي للمرض.
ومن بين العلامات المبكرة الأخرى التي قد تكون خفية ولا يُلتفت إليها بسهولة:
- ظهور رائحة للفم تشبه رائحة الفواكه (أو ما يُعرف بالأسيتون).
- الشعور بجفاف في الفم يوصف بأنه مستمر.
- الإحساس بحكة في الجلد، وبخاصة حول منطقة الأعضاء التناسلية.
أما رائحة الفم الشبيهة بالفواكه، فعلى الرغم من أنها أكثر شيوعاً في النوع الأول وفي حالات تُعرف بالحماض الكيتوني السكري (DKA)، إلا أنها يمكن أن تحدث في بعض الأحيان في النوع الثاني، وبخاصة عند التشخيص المتأخر للمرض أو عند اشتداد الحالة، وهي تُعتبر عندئذ علامة خطيرة تستوجب الانتباه.
وإنَّ الطبيعة الخفية للمرض في بداياته لتزيد من أهمية إجراء الفحوصات الدورية للأطفال الذين يُعتبرون معرضين للخطر، حتى في غياب الأعراض الواضحة، ذلك أنَّ الاعتماد على ظهور الأعراض الكلاسيكية فقط قد يؤخر عملية التشخيص ويُفوت فرصة التدخل المبكر.
الشواك الأسود (Acanthosis Nigricans)
يُعد الشواك الأسود علامة جلدية بارزة قد تظهر لدى الأطفال الذين يُعانون من مقاومة الأنسولين، وهي الحالة التي تمهد في غالب الأحيان لتطور السكري من النوع الثاني. ويتميز هذا الشواك بظهور بقع جلدية توصف بأنها سميكة، وداكنة اللون (إذ يتراوح لونها بين البني والأسود)، وذات ملمس مخملي أو مشابه للثآليل الصغيرة حجماً.
وتظهر هذه البقع بشكل شائع في ثنايا الجلد وطياته. ومن أبرز أماكن ظهور الشواك الأسود عند الأطفال المصابين بالسكري، ما يلي بيانه:
- جوانب العنق وخلفه.
- منطقة الإبطين وما يجاورها.
- منطقة الفخذ وما حولها.
- تحت الثديين أحياناً..
- بين أصابع اليدين وأيضاً أصابع القدمين.
وإنَّ المعنى الحقيقي الكامن وراء الشواك الأسود ليكمن في ارتباطه الوثيق بمقاومة الأنسولين. فهو في غالب الأمر علامة جلدية قوية تُشير إلى وجود مستويات عالية من الأنسولين في الدم، وإلى أنَّ خلايا الجسم لا تستجيب له بالفعالية المطلوبة.
وهذه المقاومة هي بعينها الاضطراب الأيضي الأساسي الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى السكري من النوع الثاني. لذلك فإنَّ الشواك الأسود ليُعتبر من أولى العلامات التحذيرية التي قد تظهر، بل وقد يسبق ظهوره بسنوات تشخيص المرض الكامل.
ولكن هل إنَّ ظهور الشواك الأسود يعني بالضرورة الحتمية إصابة الطفل بالسكري؟ الحق أنه ليس بالضرورة. فبينما يرتبط هذا العرض بقوة بمقاومة الأنسولين وبزيادة خطر الإصابة بالسكري، فإنه لا يُعتبر تشخيصاً للمرض بحد ذاته. فهناك أسباب أخرى، وإن كانت نادرة لدى الأطفال، كبعض الأدوية أو بعض الاضطرابات الوراثية.
ولكن مع ذلك فإنه في سياق الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن، فإنَّ الارتباط بمقاومة الأنسولين هو التفسير الأكثر شيوعاً والأشد أهمية. وعند ملاحظة مثل هذه البقع، فمن الضروري والواجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة بدقة وإجراء الفحوصات التي تُعد لازمة. وإنَّ علاج الشواك الأسود ليكمن في علاج السبب الكامن ورائه، ففقدان الوزن وتحسين نمط الحياة يمكن لهما أن يساعدا أيما مساعدة في تلاشي هذه البقع وزوالها.
متى يجب أن تقلق وتستشير الطبيب؟
إِنَّ القاعدة العامة التي ينبغي الأخذ بها هي ضرورة استشارة الطبيب عند ملاحظة أي من أعراض السكري عند الأطفال من النوع الثاني والتي سبق ذكرها آنفاً. ويزداد الأمر أهمية وضرورة إذا ما ظهر أكثر من عرض واحد معاً في ذات الفترة، أو إذا ما استمرت الأعراض لفترة من الزمن، أو إذا ما ازدادت سوءاً وحدة.
ومن الضروري جداً عدم الانتظار حتى تصبح الأعراض شديدة وواضحة. فالتشخيص المبكر لهو أمر يحدث فرقاً كبيراً وجوهرياً. ويُنصح أيما نصيحة باستشارة الطبيب حتى لو كانت الأعراض تبدو خفيفة، وبخاصة إذا كان الطفل لديه عوامل خطر معروفة. ومن أبرز عوامل الخطر تلك التي تستدعي اليقظة والانتباه ما يلي:
- وجود زيادة في الوزن أو معاناة من السمنة.
- وجود التاريخ العائلي للمرض بين الأقربين.
- الانتماء إلى بعض الأصول العرقية (حيث إنَّ بعض الأعراق تُعد أكثر عرضة للإصابة).
- إصابة الأم بسكري الحمل سابقاً.
- ظهور علامات دالة على مقاومة الأنسولين كالشواك الأسود.
وهناك أيضاً علامات خطر تستدعي رعاية طبية توصف بأنها فورية وعاجلة، إذ أنها قد تُشير إلى حدوث مضاعفات حادة كالحماض الكيتوني السكري (DKA) أو حالة أخرى تُعرف بفرط الأسمولية وفرط سكر الدم (HHS). ومن هذه العلامات الخطيرة: الشعور بآلام شديدة في منطقة البطن تكون مصحوبة بغثيان وقيء، وظهور تنفس سريع وعميق، وانبعاث رائحة من النفس تشبه رائحة الفاكهة أو الأسيتون، وحدوث ارتباك ذهني أو نعاس شديد أو حتى فقدان للوعي، وكذلك المعاناة من جفاف شديد. ويُنصح في مثل هذه الأحوال بتدوين الأعراض بدقة ومشاركتها مع الطبيب المعالج.
كيف يشخص الأطباء سكري الأطفال من النوع الثاني؟
إذا ما اشتبه الطبيب في إصابة الطفل بالسكري، بناءً على ما يظهر من أعراض وما يتوفر من عوامل خطر وما يكشف عنه الفحص السريري، فإنه سيوصي بإجراء فحوصات للدم بهدف تأكيد التشخيص. وتعتمد هذه الفحوصات في جوهرها على قياس مستويات الجلوكوز في الدم.
ومن أهم الفحوصات التشخيصية التي تُستخدم لتشخيص سكري الأطفال النوع الثاني ما يلي:
- فحص سكر الدم العشوائي.
- فحص سكر الدم الصائم (ويُعرف اختصاراً بـ FBS أو FPG).
- فحص الهيموجلوبين السكري (ويُعرف بـ A1C).
- اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (ويُعرف بـ OGTT).
أما فحص سكر الدم العشوائي، فإنه يُجرى في أي وقت، وإذا ما كانت النتيجة 200 ملغ/ديسيلتر (أو 11.1 ملي مول/لتر) أو أعلى مع وجود أعراض للمرض، فإنَّ هذا ليشير إلى السكري. وأما فحص سكر الدم الصائم، فإنه يتطلب صياماً يمتد لثماني ساعات، وتُعتبر نتيجة 126 ملغ/ديسيلتر (أو 7.0 ملي مول/لتر) أو أعلى مؤشراً على الإصابة بالسكري.
وأما فحص الهيموجلوبين السكري (A1C)، فإنه يعكس متوسط سكر الدم خلال فترة تمتد لشهرين إلى ثلاثة أشهر، وتُعد نسبة 6.5% أو أعلى دالة على الإصابة بالسكري. وأما اختبار تحمل الجلوكوز الفموي، فهو يقيس استجابة الجسم للسكر بعد فترة من الصيام وتناول محلول سكري محدد، وتُعد نتيجة 200 ملغ/ديسيلتر (أو 11.1 ملي مول/لتر) أو أعلى بعد مرور ساعتين مشيرة إلى السكري. وقد يطلب الطبيب في بعض الحالات تكرار الفحص لتأكيد التشخيص بشكل قاطع.
أهمية التشخيص المبكر والمتابعة الدورية
إِنَّ التشخيص المبكر لسكري الأطفال النوع الثاني لهو بمثابة استثمار حقيقي في مستقبل الطفل وصحته. فكلما اكتُشف المرض وبدأ العلاج في وقت مبكر، كانت فرص السيطرة على مستويات سكر الدم أفضل وأكثر فعالية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُقلل من خطر حدوث المضاعفات الحادة كـ الحماض الكيتوني السكري (DKA) أو حالة فرط الأسمولية وفرط سكر الدم (HHS).
وعلى المدى الطويل، فإنَّ السكري ليُعتبر حالة مزمنة تتطلب إدارة ومتابعة مستمرتين. وإذا لم يُتحكم في مستويات سكر الدم بشكل جيد ومتقن، فإنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر أيما تأثير على القلب والكلى والعينين والأعصاب.
وتشير الدراسات المختلفة إلى أنَّ المرض يتقدم بخطى أسرع لدى الأطفال، وأنهم يكونون أكثر عرضة للمضاعفات في سن مبكرة، وهو ما يجعل من التشخيص المبكر أمراً أكثر إلحاحاً وضرورة. كما أنَّ التشخيص المبكر، وبخاصة في مرحلة ما قبل السكري، ليوفر فرصة ثمينة لإحداث تغييرات إيجابية في نمط الحياة، وهي تغييرات قد تؤخر تطور المرض أو حتى قد تساهم في تراجعه.
وبعد إتمام عملية التشخيص، فإنَّ المتابعة الدورية مع فريق رعاية صحية يوصف بالمتخصص (والذي يشمل طبيب أطفال، وأخصائي في الغدد الصماء، وأخصائي في التغذية، ومثقفاً سكرياً) لتصبح أمراً لا غنى عنه على الإطلاق. وتهدف هذه المتابعة إلى مراقبة مستويات سكر الدم، وتقييم النمو بشكل دقيق، والكشف المبكر عن أي مضاعفات قد تطرأ، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي والتثقيف الصحي المستمر للطفل وأسرته على حد سواء. فإدارة السكري لهي عملية مستمرة تتطلب التزاماً طويل الأمد وشراكة وثيقة ومتينة مع فريق الرعاية الصحية.
الخاتمة
وفي الختام، إِنَّ الوعي بأعراض السكري النوع الثاني عند الأطفال، والسعي الحثيث نحو الكشف المبكر، والحصول على تشخيص يتسم بالدقة، لهي خطوات تُعتبر حاسمة نحو حماية صحة أطفالكم وصون مستقبلهم. وتذكروا دائماً وأبداً أنكم يا أولياء أمور ومقدمي الرعاية تلعبون دوراً محورياً وتشكلون خط دفاع أول. فثقوا بحدسكم ولا تترددوا البتة في استشارة الطبيب عند وجود أي شكوك تساوركم.
إنَّ تشخيص المرض قد يكون أمراً مقلقاً في بدايته، ولكن مع الإدارة الجيدة والدعم المناسب، يمكن للأطفال المصابين أن يعيشوا حياة تتسم بالصحة والنشاط. وإنَّ تبني نمط حياة صحي للأسرة بأكملها لهو أفضل استثمار في صحة الجميع، وهو الأساس المتين للوقاية من العديد من الأمراض التي توصف بالمزمنة. فكونوا دائماً واعين، واستباقيين في الخير، وداعمين لصحة أطفالكم، فصحتهم هي أغلى ما تملكون في هذه الحياة.
إخلاء المسؤولية الطبية
إِنَّ المعلومات المقدمة في هذا المقال إنما هي لأغراض تثقيفية وتوعوية فحسب، ولا تُعتبر بأي حال من الأحوال بديلاً عن الاستشارة الطبية المتخصصة أو عن التشخيص أو عن العلاج. إذ يجب دائماً وأبداً استشارة الطبيب أو مقدم الرعاية الصحية المؤهل بشأن أي أسئلة قد تكون لديكم وتتعلق بحالة طبية ما. فلا تتجاهلوا المشورة الطبية المتخصصة أو تتأخروا في طلبها بسبب شيء قد قرأتموه في ثنايا هذا المقال.
الأسئلة الشائعة عن أعراض السكري النوع الثاني عند الأطفال
إِنَّ الكثيرين من الآباء والأمهات ليسعون جاهدين للحصول على إجابات تتصف بالوضوح والاختصار والموثوقية حول ما يثير قلقهم ويشغل بالهم بشأن صحة أطفالهم الأعزاء، وبخاصة فيما يتعلق باحتمالية إصابتهم بـ مرض السكري. وانطلاقاً من هذا الاهتمام المشروع، فإننا نقدم لكم فيما يلي بعضاً من الأسئلة التي تُعد الأكثر شيوعاً وتداولاً بين الأهالي، مع إرفاق إجابات مبسطة وعلمية تهدف إلى تبديد المخاوف وتقديم المعلومة التي يُرجى منها النفع والفائدة:
ما هي أولى أعراض السكري النوع الثاني التي تظهر على الأطفال وقد تكون جرس إنذار مبكر؟
في غالب الأمر، تكون الأعراض الأولى لمرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال خفية بطبيعتها وتتطور بشكل تدريجي وبطيء، بل وقد لا تكون واضحة المعالم في بدايتها. ومن بين هذه الأعراض المبكرة التي قد يلاحظها الوالدان، زيادة طفيفة لا تجد لها تبريراً في شعور الطفل بالعطش وفي حاجته للتبول، أو شعوره بالتعب والإرهاق بشكل يفوق المعتاد.
وفي بعض الأحيان يكون ظهور ما يُعرف بالشواك الأسود (وهو عبارة عن بقع داكنة وسميكة تظهر على سطح الجلد، وبخاصة في ثنايا الرقبة ومنطقة الإبطين) من أولى العلامات التي تلفت الانتباه بقوة، وهو مؤشر يُعتد به على وجود مقاومة للأنسولين في الجسم، وهي حالة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسكري من النوع الثاني.
هل يختلف سكري الأطفال النوع الثاني عن النوع الأول في طبيعة الأعراض الظاهرة؟
نعم، إنَّ هناك لبعض الاختلافات التي تُعتبر جوهرية. فالأعراض الأساسية مثل العطش الشديد، وكثرة التبول الملحوظة، والجوع المفرط، والشعور العام بالتعب، تكون متشابهة إلى حد كبير بين النوعين كليهما. ولكن يظل الفارق الرئيسي كامناً في سرعة ظهور هذه الأعراض وفي شدتها.
ذلك أنَّ أعراض السكري من النوع الأول لتظهر عادة بشكل يوصف بالمفاجئ والسريع، وكأنها هجوم خاطف لا يمهل، وذلك خلال أيام قلائل أو أسابيع قليلة فحسب. أما أعراض السكري من النوع الثاني فإنها تتطور بشكل تدريجي وبطيء على مدى أشهر مديدة أو حتى سنوات، وقد تكون أقل حدة وأقل وضوحاً في مراحلها الأولى، وهو الأمر الذي قد يؤخر عملية التشخيص في بعض الأحيان.
متى يجب أن أشعر بالقلق الحقيقي بشأن أعراض السكري لدى طفلي وأتوجه للطبيب؟
يجب أن يبدأ القلق الصحي وأن يُستشار الطبيب على الفور إذا ما لاحظتم أياً من أعراض السكري عند الأطفال من النوع الثاني التي تم ذكرها في السابق، وبخاصة إذا ما ظهر أكثر من عرض واحد في الفترة الزمنية ذاتها، أو إذا ما استمرت هذه الأعراض لفترة طويلة دونما أي تحسن يُذكر، أو إذا كان طفلك يُعاني من زيادة واضحة في الوزن أو من السمنة، أو إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري بين الأقارب من الدرجة الأولى. وتذكروا دائماً وأبداً أنَّ التشخيص المبكر لهو حجر الزاوية في الإدارة الناجحة للمرض وفي تجنب مضاعفاته المحتملة.
هل ظهور الشواك الأسود على جلد طفلي يعني بالضرورة أنه مصاب بالسكري النوع الثاني؟
لا، ليس بالضرورة بشكل قاطع وحتمي. فالشواك الأسود هو علامة جلدية قوية ومميزة تُشير إلى وجود مقاومة للأنسولين في الجسم، وهي حالة تزيد بشكل كبير جداً من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني في المستقبل، ولكنه لا يعني حتماً أنَّ الطفل مصاب حالياً بالسكري. ولكن إنَّ ظهور هذه العلامة الجلدية ليستدعي بشكل عاجل زيارة الطبيب لتقييم المخاطر بدقة وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة للتأكد من مستويات السكر في الدم ولتقييم الحالة الأيضية للطفل بشكل عام وشامل.
ما هي الفحوصات الطبية اللازمة لتأكيد أو نفي أعراض السكري النوع الثاني عند الأطفال؟
بغية تأكيد تشخيص مرض السكري من النوع الثاني لدى الأطفال، فإنَّ الأطباء يطلبون عادةً إجراء مجموعة من فحوصات الدم التي تتم في المختبر. ومن أبرز هذه الفحوصات: فحص سكر الدم الصائم (ويُعرف بـ FBS أو FPG)، أو فحص الهيموجلوبين السكري (A1C) وهو فحص يعكس متوسط مستوى السكر في الدم خلال الشهرين إلى الثلاثة أشهر المنصرمة، أو اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (OGTT) الذي يُقيِّم كيفية تعامل الجسم مع كمية محددة من السكر. وفي بعض الحالات، قد يُستخدم أيضاً فحص سكر الدم العشوائي، وبخاصة إذا كانت الأعراض واضحة وشديدة لدى الطفل المعني.
هل يعتبر العطش الشديد والجوع المستمر من الأعراض المؤكدة للسكري النوع الثاني عند الأطفال؟
نعم، إنه ليُعتبر كل من العطش الشديد (أو ما يُعرف بـ Polydipsia) والجوع المفرط (أو ما يُعرف بـ Polyphagia) من الأعراض الكلاسيكية والشائعة جداً لمرض السكري من النوع الثاني عند الأطفال. وإنما تحدث هذه الأعراض كنتيجة مباشرة لارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي ولعدم قدرة خلايا الجسم على استخدام هذا الجلوكوز بشكل يتسم بالفعالية للحصول على الطاقة التي تُعد لازمة للقيام بالوظائف الحيوية ومختلف الأنشطة اليومية.
هل يمكن أن يكون فقدان الوزن المفاجئ من أعراض السكري النوع الثاني عند الأطفال، أم أنه مرتبط أكثر بالنوع الأول؟
نعم، إنه يمكن أن يكون فقدان الوزن غير المبرر والمفاجئ من أعراض السكري النوع الثاني عند الأطفال، على الرغم من أنه ليُعتبر أكثر شيوعاً وأكثر وضوحاً في حالات السكري من النوع الأول. ويحدث هذا الفقدان في الوزن عندما يبدأ الجسم في عملية تكسير مخزونه من الدهون ومن أنسجة العضلات بغية الحصول على الطاقة، وذلك بسبب عدم قدرته على استخدام الجلوكوز المتوفر في الدم. ولكن من المهم جداً ملاحظة أنَّ العديد من الأطفال المصابين بالسكري من النوع الثاني يُعانون في الأصل من زيادة في الوزن أو حتى من السمنة، والتي تُعتبر بحد ذاتها عامل خطر رئيسياً لتطور المرض.
المراجع:
Mayo Clinic. (2023, November 18). Type 2 diabetes in children: Symptoms and causes. Mayo Clinic. Retrieved May 25, 2025, from https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/type-2-diabetes-in-children/symptoms-causes/syc-20355318
KidsHealth (Nemours Foundation). (2022, February). What Is Type 2 Diabetes? (for Parents). KidsHealth. Retrieved May 25, 2025, from https://kidshealth.org/en/parents/type2.html
Centers for Disease Control and Prevention. (n.d.). Preventing Type 2 Diabetes in Kids. CDC. Retrieved May 25, 2025, from https://www.cdc.gov/diabetes/prevention-type-2/type-2-diabetes-in-kids.html
National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases. (n.d.). Diabetes in Children and Teens. NIDDK. Retrieved May 25, 2025, from https://medlineplus.gov/diabetesinchildrenandteens.html (Information points to NIDDK as primary NIH organization)
American Diabetes Association. (n.d.). Diagnosis. American Diabetes Association. Retrieved May 25, 2025, from https://diabetes.org/about-diabetes/diagnosis
Cleveland Clinic. (n.d.). Type 1 Diabetes: Causes, Symptoms, Complications & Treatment. Cleveland Clinic. Retrieved May 25, 2025, from https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21500-type-1-diabetes
Diabetes UK. (n.d.). Symptoms of diabetes in children. Diabetes UK. Retrieved May 25, 2025, from https://www.diabetes.org.uk/living-with-diabetes/life-with-diabetes/children-and-diabetes/symptoms
Medical News Today. (2023, April 25). What to know about diabetes in children and teenagers. Medical News Today. Retrieved May 25, 2025, from https://www.medicalnewstoday.com/articles/284974
WebMD. (2024, June 5). Early Signs and Symptoms of Diabetes. WebMD. Retrieved May 25, 2025, from https://www.webmd.com/diabetes/understanding-diabetes-symptoms
American Academy of Family Physicians. (2018, November 1). Type 2 Diabetes Mellitus in Children and Adolescents. AAFP. Retrieved May 25, 2025, from https://www.aafp.org/pubs/afp/issues/2018/1101/p590.html